كلمة العميدة

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ... أما بعد :

 

يقول الله عز وجل في محكم آياته قال تعالى " يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات " من منطلق هذه الآية الكريمة أخذنا على عاتقنا حمل رسالة عظيمة رسالة طلب العلم النافع ، ليملأ قلوبنا بالنور الساطع وينقذنا من ظلمة الجهل الحالك ، فسرتِ في رحلة طويلة على مدار اثني عشر سنة ، سعيتِ فيها لتحقيق النجاح الباهر وها أنتِ تدلفين إلى مرحلة جديدة من مراحل التعليم، مرحلة تعبر بكِ إلى حيث آفاق العلا يتألق الأمل بين جنبيكِ ويتهادى الطموح في ناظريكِ .

   

ونحن هنا لنأخذ بيديكِ لمساعدتك ِفي تحقيق هذا الأمل للوصول بكِ حيث يغدو الحلم واقعاً جميلاً تلمسين جماله حين تدركين أنكِ بذلتِ أقصى ما لديكِ من الجهد والمثابرة ، وإنكِ لعلى وعي بأن تحقيق هذه الآمال لن يتأتى إلا بالتكامل بينكِ وبين الكلية متمثلاً هذا في فهمكِ  الواعي وإدراككِ لما هو عليكِ من واجبات تفرض عليك ِالالتزام بأنظمة ولوائح  الكلية ، وتقديم نفسكِ بصورة تتفق مع كونكِ امرأةً مسلمة ملتزمة ترتقي درجات العلم متسلحة بتعاليم دينها وثوابت مجتمعها فاجعلي الصبر مجدافكِ والثقة بالله درعاً حصيناً يحميكِ من نزعات النفس وعواصف الحياة وتحدياتها ، فكوني مع الله يكن معكِ . احفظي الله يحفظكِ واعرفي الله في الرخاء يعرفكِ في الشدة واعكسي رقي خلقكِ بمرآة حسن الخلق بالتعامل الأمثل مع زميلاتكِ بروح التعاون والإخاء والإيثار .

   

واعلمي أن احترامكِ لمن علمكِ حرفاً ولمن هم أكبر منكِ سناً يترجم احترامكِ لشخصكِ وتذكري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا " فوقري كبيركِ وارحمي صغيركِ وازرعي الخير تحصدي الخير .

   

ومن منطلق أن بلادنا منارة وضاءة في العالم ترشد وتهدي بفضل الله سبحانه وتعالى فلابد من حمل الأمانة وتوصيل الرسالة العظيمة ولو بالمعاملة الحسنى والأخلاق الطيبة فتاريخنا الإسلامي لا تزال كتبه تعبق بشذى السيرة الحسنة والحضارة الإنسانية السامية التي لحق بركبها الكثير من الدول والأفراد ولا تزال آثار ذلك ماثلة أمامنا اليوم .

 

هذا وإن العز الذي نعيشه اليوم في هذه الديار لم ينبع فجأة وبلا مقدمات ، بل هو نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى الذي نثر آلاءه ونعمه على هذه الديار المقدسة بالبيت الحرام والمسجد النبوي الشريف . ومن الله علينا بدعوة أبينا إبراهيم الخليل عليه السلام الذي دعا ربه سبحانه وتعالى بالأمن والأمان لهذه الديار . ولا ننسى الملك عبد العزيز الذي وطد دعائم هذه الدولة عربية اللسان ، إسلامية المنهاج ، وقد وحد أجزاءها وجعلها كياناً واحداً فأصبحت بحمد الله سبحانه وتعالى القلب النابض في الأمة الإسلامية وإليها تتجه أنظارهم ، وبها تتعلق آمالهم ، وترفع راياتهم ، ولا سيما في المحافل الدولية ، فالموحد قد صيرها بفضل الله سبحانه وتعالى دولة متقدمة قد خطت خطوات ثابتة في ميادين الازدهار والرخاء ، ومن ثم حمل الراية من بعده أبناءهُ البررة الميامين .

 

              وفقكِ الله وسدد على الحق خطاكِ , وحقق آمالكِ .

    

 

                

                                                                               عميدة كلية التصاميم  ببريدة

                                                                               د / عواطف السيف

13/12/2016
17:53 PM